الأحد، 27 يونيو 2010

قلبي والعيون الخضر - أمل دنقل

قلبي والعيون الخضر







صبيا كان

شددت على يديه القوس

أعلمه الرماية

( كي يفوق بقية الأقران )

فلما اشتد ساعده ..

...............

ثلاث سنين

أبارز قلبي المفتون

يجمع بيننا ليل , ويفصلنا نهار قتال

تطل عليّ- خلف لثامه- عينان خضراوان

( كأوردة تلون بطن ركبة عانس عجفاء )

وقبلا .. كانتا في وجه قديسة



ثلاث سنين

ينازلني , أنازله

لهاث ساخن , وغبار

يرف على الفم المزموم,

ثم يرين فوق العشب والأسوار

وكان الفخ قرب الباب

سقطت ملوّث الرئتين والأثواب

أشاحت عني العينان

وكنت تراب

وكان يدير لي كتفيه في استهزاء

.. وتعرف أنت

ماذا يفعل المغلوب مثلي

حين يوليه العدو الظهر,

وفي كفي بقايا سهم

....................

وطفلا كنت , كالأطفال

ومركبة من الكلمات تحملني لعرش الشمس

وقلدني الهوى سيفه:

إلى ذات العيون الخضر

وكوكبة من الربات مصطفة

إلى ذات العيون الخضر

وقريتنا-وراء العين- توراة من الصمت, وثرثرة من الغدران

وصوت الطبل

يدق لينزع القمر القديم

نقابه المعتل

وطفل شاحب ينهض

تزغرد نسوة لختانه المدسوس في جلبابه الأبيض

وفوق الجسر

غلام لاهث يعدو

ليمسك مهرة فرت وفي سيقانها يتعلق القيد

... ...

ومركبتي تشد الأفق مخروطية الدرب

إلى ذات العيون الخضر

تلال السحب تهرب من ورائي كومة ... كومة

وأنسام تضم عباءتي بأنامل الرحمة

ومن ضمة

إلى ضمة

تنسمنا قلاع الحب والحكمة

ولكنا على الأبواب

أطل نتوء

( كأنف قد تورم فوق وجه العازف السكير )

على العجلات مد لسانه الموبوء

تهاوت فيه مركبتي

فعد يا صاحب الكلمات

كأسياخ الحديد توهجت في النار

تمر على عيونك أحرف الكلمات

هوانا مات

بلغنا قمة القمة

لنهبط في انحدار الجانب الآخر

ومن عثرة إلى عثرة

تلقانا تراب الأرض في راحاته البّرة

ودارت قهوة الموتى

رأيت يديك هذا اليوم

معطرتين , ناعمتين

ولكني رأيت على أظافرك الدم الملتم

وفي المجرى الذي ينساب في النهدين

مددت يديك قبيل النوم

عثرت على حطام الخنجر السموم

والقفاز





أمل دنقل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق