الخميس، 23 مايو 2013

أمل دنقل الموت في لوحات (2)


شقيقتي رجاء ماتت وهي دون الثالثة

ماتت وما يزال في دولاب أمي السري
صندلها الفضي
صدارها المشغول, قرطها غطاء رأسها الصوفي
أرنبها القطني
وعندما ادخل بهو بيتنا الصامت
فلا أراها تمسك الحائط .. علها تقف !
أنسى بأنها ماتت
أقول .. ربما نامت
أدور في الغرف.
وعندما تسألني امي بصوتها الخافت
أرى الأسى في وجهها الممتقع الباهت
وأستبين الكارثه!

أمل دنقل - الموت في لوحات


1
مصفوفة حقائبي على رفوف الذاكرة
والسفر الطويل
يبدأ دون أن تسير القاطرة
رسائلي للشمس
تعود دون ان تمس
رسائلي للأرض 
ترد دون أن تفض!
يميل ضلي في الغروب دون أن أميل
وها أنا في مقعدي القانط
وريقة.. وريقة.. يسقط عمري من نتيجة الحائط
والورق الساقط
يطفو على بحيرة الذكرى , فتلتوي دوائرا
وتختفي.. دائرة.. فدائرة !

الجمعة، 17 مايو 2013

ثوري وكنباوي الجد والحفيد

كان  ثوري يجهز نفسه للخروج للحاق بجمعة العوده للميدان وإذا بالصغير محفوظ يدخل غرفته مهرولا بجلبابه الواسع المقلم والعرق يتصبب منه وأخذ يتمتم بكلمات غير مفهومه وهو واقف امام ثوري كالتمثال فانزعج ثوري أشد انزعاج لما حل بالصغير دون ان يفهم وعبثا حاول أن يهديء من روعه أو يتبين كلامه لكنه تبين كلمة او كلمتين شك بعدهما أن خللا أصاب عقل الصغير محفوظ ففي تلك الحاله الهيستريه التي كان عليها الصغير ووسط أمواج كلماته التي كان ينطق بها بسرعه ورهبه قال الصغير انه رأى الجد كنباوي , فبهت  ثوري من قول محفوظ وأجلسه على أول مقعد أمامه وراح يتبين حقيقة الأمر منه 

- اهدى وركز معي يا محفوظ , تقول من رأيت؟؟
- انت سمعتني يا ثوري فلست أصم بل عليك  آذان تسمع دبة النمله.
- كف عن طول لسانك يا محفوظ وأجبني من رأيت؟
- جدك كنباوي
- أنت مجنون!!!
جدي كنباوي مات ودفنته بيدي وأنت يا ملعون أيضا حضرت جنازته , أنت أصبحت معتوه ! ماذا جرى لك؟

- صدقني يا ثوري رأيته بالقرب من دوار العمده القديم
- وما الذي ذهب بك لدوار العمده القديم ؟ ثم جدنا مات يا اهبل
- لم يمت , كلمني وكلمته , وقال لي هل مازال ثوري مهتم بأمر الثوره ؟؟وأخذ يضحك بسخريه ضحكته المعتاده وقال انك يا ثوري حمار كبير هه والله هذا حصل وما كنت لأبلغك حكاية الحمار الكبير ولكنك اجبرتني.
- حمار كبير !! لقد اعتاد أن يناديني بالحمار الكبير بعد انتخابات الرئاسه ولكن كان ذلك خاصا بيني وبينه فكيف عرفت يا ملعون؟؟
- هو الذي قال لي ذلك فكيف لي أن اعرف كلامكم الخاص , وهل كنت أحضر معك جلساتك مع جدك؟
- أنت دجال يا محفوظ , وهل الموتى يعودون للحياه ويتكلمون مع أمثالك؟؟
- يا سيدي لماذا لا تعتبره روح جدك الكنباوي تمثلت لي في صوره بشريه 
- محفوظ أنت شيطان لا تلعب بي.
- أنا لا ألعب بك يا ثوري أنا أشغل لك دماغك العطلانه فقط
- أنا دماغي عطلانه!! أنت قليل الأدب يا محفوظ
- تسب جدك يا ثوري فهو الذي قال لي منذ قليل ان دماغك عطلانه .كلا كلا ليس جدك حتى تصدق بل روح جدك كنباوي. فجدنا مات فعلا ودفناه. كما تقول .
- وما الذي جعل جدي يقول اني دماغي عطلانه.؟؟
- سألني عنك فقلت أنك من رواد حركة تمرد. فضحك حتى كاد ينقلب على ظهره من كثرة الضحك أي والله يا ثوري حتى جعلني أضحك أنا أيضا وقال بالحرف الواحد الحمار الكبير دماغه عطلانه مفيش منه فايده.
ما إن قال محفوظ تلك الكلمات حتى أطلق ساقيه للريح خارجا فقد كان حذاء ثوري يستعد للانقضاض فوق رأسه وسمع كل من كان بالدار ثوري وهو يزعق باعلى صوته أغرب عن وجهي يا لئيم , يا محفوظ الكلب عليك اللعنه.
هشام  عليم.

الثلاثاء، 14 مايو 2013

كتاب المهمشين

لم أكن أولا
ولا آخرا
لكني كنت
واحدا من
الملايين

في لحظة انكساري
كنت يهوذا الذي
باع أستاذه
في ثلاثين


وفي وقت همتي
وجدتني الفاروق
املأ العدل
في الشوارع والميادين



رحنا وغبنا
من الماء للطين
ومن الطين للماء

أنا أجري في أبنائي
وأحمل وجوه أجدادي
ظلي ممتد من قبري
حتى قنطرة نهر الظمآنين

أنا أنت وأنت أنا
في ورد البساتين
في بطون الطير

في شهوات الآدميين
في كاسات الخمر
في حكاوي الأقدمين
وتندر المحدثين
هشام عليم







السبت، 13 أبريل 2013

كنا نجمع أوراق التوت
يمتلأ الصندوق
وترقص ديدان القز
فرحا
بوجوه الصغار الملائكيه
والأيادي الصغيره
الحانيه
عند الصفصافه
نغني
على أنغام طبل
بدائيه
للجميلة السمراء
لليلة القمراء
للفارس والحصان
وفوق الرؤوس
من الورد تيجان
لكن القرية الأن
من أوراق التوت
خاويه
ومن الصفصاف
خاويه
ورفاق الصبا
الذين كنا
نحيا بهم
صباح مساء
رحلوا في بلاد
جديده
غريبه
تركوا ورائهم
قلبي
وزكرى ربيع بعيد
ووجوه كانت سعيده

الجمعة، 12 أبريل 2013

هل تريد أن تنام من الليل لتستريح قليلا؟؟
فلتسهر للصباح اذا ولا جدوى من السهر.
هل تتمنى سهره رائعه تعيش فيها جوا مختلفا كله فرح وسرور , لا مكان فيه لنكد وغم ولا قلنا وقالوا!!
اذا فليأتنيك من ينغص عليك اول ليلك ويعكر مزاجك ويجعلك تجلس رغما عنك أمام قلنا وقالوا أو تذهب مضطرا لتنام رغما عنك.
مشهد من مسرح العبث
عزيزي صامويل بكيت سننتظر جودو سويا.

الخميس، 11 أبريل 2013

 وقف عاشور الناجي طويلا متكئا على عصاه أمام التكيه يرقب الدراويش كان يراهم في صغره ايام طفولته بعد أن تنقضي صلاة الفجر التي كان يصحب فيها عفره زيدان لكنهم اختفوا منذ زمن بعيد.
عاشور نفسه اختفى لم يره أحد منذ زمن وراحت الحاره كلها تبحث عن فتوتها العادل لكن بلا جدوى, بل اخذ بعضهم يتوقف طويلا أمام التكيه يرقب ما بالداخل لعله يراه فيخرج اليه ومر طفل يدعى يوسف  يحمل كتابا بين يديه بالقوم وهم واقفون فسألهم عن وقوفهم فقالوا ننتظر الناجي لا نعلم اين ذهب عاشور؟ فقال الصغير ببساطه شديده وهو يمسح على كتابه بمودة وحنان اذهبوا الى العم نجيب محفوظ فهو يعلم أين عاشور؟ وضم كتابه الى صدره ومضى في طريقه نحو الكتاب.